من أبرز المناسبات الرياضية التي نشهدها على مستوى العالم هي دورة الألعاب الأولومبية ، وحقوق الملكية الفكرية تلعب دورا بارزا في حماية مختلف الحقوق التي تظهر من خلال تلك المناسبة وغيرها من المناسبات الرياضية ، فنجد على سبيل المثال في مجال حماية العلامات التجارية، معاهدة نيروبي بشأن حماية الرمز الأولمبي والتي تلزم الدول الأعضاء بها "برفض أي إشارة تتكون من الرمز الأولمبي أو تتضمن ذلك الرمز، كما هو محدد في ميثاق اللجنة الدولية الأولمبية، أو تلتزم بإلغاء تسجيل تلك الإشارة كعلامة، وتتخذ التدابير المناسبة لحظر استعمالها كعلامة أو إشارة أخرى للأعراض التجارية، إلاً بتصريح من اللجنة الدولية الأولمبية."
فنجد أن كل البلدان الموقّعة على المعاهدة ملزَمة بحماية الرمز الأولمبي - خمس حلقات متشابكة - من الاستخدام لأغراض تجارية (في الإعلانات أو على السلع أو كعلامة تجارية، أو ما إلى ذلك) دون تصريح من اللجنة الدولية الأولمبية. واللجنة الأولمبية الدولية هي منظمة دولية مستقلة غير ربحية. وهي التي تدير الحركة الأولمبية ، كما تستخدم اللجنة الدولية الأولمبية أيضا نظام مدريد للتسجيل الدولي للعلامات التابع للويبو من أجل إدارة حقيبتها من العلامات التجارية في العالم، والتي تضمّ ما يُعرف بـ "الممتلكات الأولمبية" من علم الألعاب الأولمبية وشعارها ونشيدها ورموزها وشعاراتها وشعلتها وتسمياتها. وهي تشمل جميع الحقوق المتعلقة بتنظيم الألعاب الأولمبية واستغلالها وتسويقها.
وعادة ما تسجل المدن المضيفة للألعاب الألومبية علامات تجارية في هذه مرحلة مبكرة من رحلتها إلى الألعاب الأولمبية، وذلك قبل انطلاق عملية الترشح الرسمية بفترة طويلة. فعلى سبيل المثال، كان قد تم بالفعل تسجيل العلامات التجارية بالفعل لدورات الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 وباريس 2024 وبكين 2022 ولوس أنجلوس 2028.
كما نشاهد العديد من العلامات التجارية الشهيرة سواء في الأزياء والأحذية الرياضية أو الأدوات والأجهزة والمعدات الرياضية وأجهزة التصوير والبث، كما تلعب براءات الاختراع دورا فعالا في حماية تلك الأجهزة والمعدات الرياضية والتكنولوجيا المستخدمة بها.
وتودع المدن المشاركة في عملية الترشيح الرسمية لدورة الألعاب الأولومبية ملف ترشيح يحتوي على خطط مفصلة عن الطريقة التي ستنظم بها الألعاب الأولمبية، ومعلومات عن الأنشطة الثقافية المخطط لها والبيانات المالية والتقنية ذات الصلة، فتودع قائمة بالمصنفات الأدبية والفنية الإبداعية، إضافة إلى المحتوى السمعي البصري المؤهل للحماية بموجب حق المؤلف؛ والبيانات المتعلقة بتنظيم الألعاب الأولمبية، التي يكون تجميعها وحفظها وترتيبها مؤهلا للحماية بموجب حق المؤلف وكذلك التصاميم أو العلامات أو الرموز أو الشعارات ذات الصلة المؤهلة للحماية كعلامات تجارية أو تصاميم صناعية؛.
وفي هذه المرحلة، تأذن اللجنة الأولمبية الدولية للمدن المرشحة بالنفاذ إلى المحفوظات السمعية البصرية المحمية بموجب حق المؤلف (المحفوظات الأولمبية) لمساعدتها في تطوير مصنفات جديدة أو مشتقة لدعم ترشيحها وإشراك المجتمعات المحلية.
علياء محمد اسماعيل
خبير بمنصة دعم حقوق الملكية الفكرية والإبتكار
مشروع Ecosys – بنك الإبتكار المصري
أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا