الملكية الفكرية يتم تسميتها عن طريق علماء الاقتصاد ب Intangible Assets  أي الاصول غير الملموسة، وتكون القيمة الاقتصادية للأصول غير الملموسة أكثر بكثير من الاصول الثابتة اللي تتمثل ف المباني والتجهيزات واللوجستيات والمكاتب والبنية التحتية للمشاريع الاقتصادية. أي الأصول التي يتم التعامل معها بشكل يومي ودوري (مادية ملموسة)

يكون هذا واضحاً عند استحواذ شركة كبرى على شركة أخرى بقيمة ما!، فيتراءى للكثير كيف تكون هذه القيمة المالية الضخمة هي فقط قيمة الأصول الثابتة للشركة من مبانٍ وآلات ومعدات ..إلخ. لكن الحقيقة تكمن القيمة الحقيقية في الأصول الغير ملموسة لهذه الشركة المستحوذ عليها؟!. فقد يكون لدى تلك الشركة علامة تجارية تستحوذ على ثقة عملائها ومستهلكي المنتجات التي تحمل تلك العلامة؟!، وربما يكون لدى تلك الشركة حق المعرفة الفنية Know How?! في التكنولوجيا التي تستخدمها في التصنيع أو سجلات العملاء المميزة عن المنافسون في السوق...إلخ

وبشكل بسيط حين نقوم بتمثيل العلاقة بين الاقتصاد والملكية الفكرية، في العديد من البرامج التدريبية. نقوم بشرح صورة جبل الثلج القابع بكامله تحت المياه وتظهر قمته فقط فوق المياه؟!. فما


تراه العين هي قمة صغيرة لا يمكن قياسها بتلك القيمة الاقتصادية الكبرى وتلك هي الملموسة للجميع وترى رؤي العين. ولكن ما يقبع تحت سطح المياه هي الأصول الحقيقية والغير ملموسة والتي لا تراها بشكل مادي ملموس ولكن هي صاحبة التأثير الاقتصادي الأقوى والتي من أجلها تتسابق الشركات للاستحواذ على تملك هذا الجبل الذي لديه من ال KNOW HOW الذي يجعل تأثيره في السوق هو الأفضل والارقى ويدر أرباح كبرى على صاحبه.

محمد مصطفى عامر

خبير بمنصة دعم حقوق الملكية الفكرية والابتكار

أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا