نقل
التكنولوجيا هو عملية تقوم ما بين مورد
التكنولوجيا ومستوردها أو متلقيها ، اذ على المورد ان يتيح فرصة للمستورد للوصول
الى معلوماته و خبراته وعليه أن يوفرها للمستورد ، وهذا يقتضي قيام تعاونا وتبادلا
فيما بينهما تمهيدا لاتمام هذا النقل ،ولعل النقل الدولي للتكنولوجيا يمثل النقل
الحقيقي للتكنولوجيا على خلاف النقل الداخلي للتكنولوجيا الذي يتم داخل المشروع
نفسه ،على سبيل المثال من الشركة الأم إلى شركاتها الوليدة أو فيما بين هذه الشركات
الوليدة، فهذا يعد استثمارا مباشرا ولايتضمن نقلا حقيقا للتكنولوجيا حيث تظل
التكنولوجيا تحت سيطرة نفس المشروع ،
لذا
سوف نسلط الضوء على النقل الدولي أو الخارجي للتكنولوجيا والذي يتم بين المشروع
الناقل ومشروع اخر مستقل عنه،وتتنوع عقود نقل التكنولوجيا وتتباين انواعها موضوعا
والتزاما ، فبعضها ما يعرف بعقد تسليم مفتاح كعقد انشاء مصنع وتركيب معداته وتدريب
العاملين به ، وبعضها تراخيص بالاستغلال لحقوق الملكية الفكرية ، وبعضها مجرد
مساعدة فنية ، وأخرى عقود تبادل معلومات وخبرات وبعضها مختلط يجمع بين ما سبق،
وتشكل عقود الترخيص الأداة الأساسية لمثل هذا
النوع من النقل الدولي للتكنولوجيا، ويتضمن عقد الترخيص نقل المعرفة الفنية من
المرخص إلى المرخص له، غير أن الترخيص قد يشمل بالإضافة إلى المعرفة الفنية ، نقل
الحق في إستغلال براءة اختراع أو تصميم صناعي أو علامة تجارية إلى المرخص له، ويتيح
عقد الترخيص للمرخص له استغلال المعرفة الفنية وما قد يشمله من حقوق الملكية
الفكرية خلال مدة معينة ووفقا لشروط معينة وذلك مقابل دفع الإتاوة (المقابل) التي يحددها
العقد،
ولعل
من أهم مايميز عقد الترخيص عن غيره من العقود التي ترد على حقوق الملكية الفكرية
أنه عقد غير ناقل للملكية، إذ تبقى ملكية البراءة أو العلامة في ذمة المرخص ويقتصر
أثر الترخيص على منح المرخص له الحق في إستعمالها،
كما
يتميز عقد الترخيص بأنه من عقود الاعتبار الشخصي حيث تكون شخصية المرخص له محل
اعتبار ويمتنع على المرخص له التنازل عن العقد إلى غيره أو أن يمنح غيره ترخيصا من
الباطن وذلك مالم ينص العقد على خلاف ذلك.
علياء محمد اسماعيل
خبير بمنصة دعم حقوق
الملكية الفكرية والإبتكار
أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا